رسالة رئيس مجلس الإدارة

quote
شكل استحواذنا على الحصة الاستراتيجية في بورصة الخليج للسلع (GME) بنسبة 32.6% خطوة هامة في تنفيذ استراتيجيتنا وتعزيز تواجدنا في واحدة من أهم فئات الأصول عالمياً.

الأستاذة/ سارة بنت جماز السحيمي

رئيس مجلس الإدارة
نحو مستقبلٍ واعد
تتصدر مجموعة تداول السعودية المشهد العالمي كواحدة من أهم وأكثر منظمات الأسواق المالية تأثيراً، حيث تقود مسيرة تحقيق بعض مستهدفات برنامج تطوير القطاع المالي والتنويع الاقتصادي في المملكة تماشياً مع رؤية المملكة الطموحة 2030. وانطلاقاً من رؤيتنا الواضحة وتوجهنا الاستراتيجي، نعمل على تطوير سوق مالية حيوية ومتقدمة تُسهم في دفع عجلة التحول الاقتصادي والتنمية في المملكة.

شهد هذا العام تسارعاً ملحوظاً في جهود التنويع عقب إطلاق استراتيجيتنا الجديدة للنمو في عام 2023م، وواصلنا تركيزنا على توسيع نطاق حضورنا في السوق، وعقد شراكات استراتيجية، وتطوير منتجاتنا، فضلاً عن ترسيخ ثقافة الإبداع والتميز في جميع عملياتنا. ولعل الوتيرة المتصاعدة التي نتبعها تُجسّد مدى التزامنا بتحقيق النمو المستدام وخلق قيمة مضافة.

نحو آفاقٍ جديدة من خلال التوسُّع الاستراتيجي

شكل استحواذنا على الحصة الاستراتيجية في بورصة الخليج للسلع (GME) بنسبة 32.6% خطوة هامة في تنفيذ استراتيجيتنا وتعزيز تواجدنا في واحدة من أهم فئات الأصول عالمياً، بالإضافة إلى دعم الجهود المستمرة للتحول إلى اقتصاد مستدام من خلال إطلاق عقود مشتقات مالية تتناسب مع التوجهات الجديدة في هذه الأسواق.

كما يأتي الإعلان عن استحواذ "وامض" على 49% من كامل الحصص المتبقية من رأس المال المصدر لشركة شبكة مباشر المالية (دايركت إف إن) ليؤكد إيماننا الراسخ بالإمكانات الهائلة التي تنطوي عليها قطاعات المعلومات والبيانات. وفي الوقت ذاته، كثّفنا جهودنا لتسريع نمو وتطوير سوق أدوات الدين بالتعاون الوثيق مع هيئة السوق المالية والمركز الوطني لإدارة الدين وشركائنا في المنظومة المالية. وفي نوفمبر من العام 2024م، أعلنت هيئة السوق المالية عن اعتمادها لأكبر حزمة من التحسينات التنظيمية منذ إطلاق سوق الصكوك وأدوات الدين بهدف تعزيز عمق وسيولة السوق. ونعمل حالياً على تمهيد الطريق لجعل القطاع المالي أكثر قوة وتنوع وقدرة على المنافسة عالمياً.

402.0 %

مليون

إجمالي قيمة توزيع الأرباح المعلنة عن السنة المالية 2024م

3.35 %

للسهم الواحد

قيمة توزيع الأرباح المعلنة عن السنة المالية 2024م

إنجازاتٌ تُجسد طموحنا

شهد هذا العام محطات بارزة في مسيرة السوق المالية السعودية نحو النمو والتنوع، فقد أسهم تدفق الاكتتابات العامة الأولية في دفع عجلة النمو الاقتصادي وفتح آفاق جديدة لتنويع الفرص الاستثمارية وتعزيز سيولة السوق. ويعكس هذا النمو في عمليات الإدراج ثقة المستثمرين، المحليين والدوليين، في الإمكانات الواعدة للسوق المالية السعودية. كما يدعم هذا التوسع في الإدراجات تحقيق مستهدفات رؤية المملكة الطموحة 2030 في تنويع الاقتصاد، وزيادة مشاركة القطاع الخاص، وتعزيز مكانة السوق المالية السعودية كمركز مالي عالمي رائد.

وفي إطار مساعينا الدؤوبة لتسهيل الوصول إلى السوق وتعزيز كفاءته، ساهمت أيضاً التحسينات الجوهرية التي أجريناها على الصعيدين التنظيمي والتقني في دعم مصالح الجهات المُصدِرة والمستثمرين على حد سواء. وشملت هذه التحسينات تبسيط إجراءات إدراج الشركات الدولية، وتطوير آليات أكثر كفاءة لتعزيز السيولة المالية، مع مواصلة العمل على تحديث البنية التحتية للسوق لتواكب أفضل المعايير العالمية.

ويؤكد النمو المتسارع في نشاط المستثمرين، لا سيما من المؤسسات الاستثمارية الأجنبية، على تزايد الإقبال العالمي على السوق المالية السعودية. ومن شأن هذه التطورات أن تُرسّخ مكانة مجموعة تداول السعودية كمركز مالي رائد، مما يُسهل تدفق الاستثمارات الدولية ويعزز دورنا في دعم مسيرة التحول الاقتصادي للمملكة.

رؤية طموحة لترسيخ مكانة المملكة كمركز مالي عالمي

تمضي المملكة العربية السعودية بخطى حثيثة نحو التحول إلى مركز مالي عالمي، مدعومة بإنجازات استراتيجية تؤكد دورها المحوري كحلقة وصل بين الأسواق المالية العالمية. وقد أثمرت المبادرات والشراكات الدولية الهادفة عن ترسيخ حضور المملكة في المنظومة المالية العالمية، مما أسهم في تعزيز تدفقات الاستثمار وتوسيع آفاق الوصول إلى الأسواق.

ويتجلى هذا التطور النوعي في تحوُّل ملتقى الأسواق المالية إلى منصة عالمية مرموقة، حيث برز دوره المتنامي في نسخته الثالثة التي انعقدت بالرياض، وقد توّج مسيرة نموه بإطلاق نسختين دوليتين في كل من هونغ كونغ ولندن. أتاحت هذه الفعاليات فرصاً استثنائية للتواصل مع كبار المستثمرين والمصدرين وصناع السياسات العالميين، مُرسّخاً مكانة المملكة كوجهة استثمارية رائدة.

إضافةً إلى ذلك، أسهمت منصاتنا المتنوعة، وعلى رأسها صناديق المؤشرات المتداولة الجديدة في توسيع نطاق تواصلنا مع الأسواق العالمية، من خلال إتاحة الوصول إلى أسواق هونغ كونغ، وتسهيل الفرص الاستثمارية الدولية، مما يعزز مكانة السوق المالية السعودية وقدرتها التنافسية. وتعكس هذه الإنجازات التزامنا بتعزيز التعاون العالمي وترسيخ رؤية المملكة في أن تصبح مركزاً مالياً رائداً، يجذب المستثمرين ورؤوس الأموال من جميع أنحاء العالم.

ممارسات رائدة في تمكين المرأة والاستدامة

شهد هذا العام خطوة هامة في مسيرتنا نحو تمكين المرأة والتنوع بين الجنسين، وذلك بتعيين الأستاذة حنان الشهري في منصب المدير التنفيذي لشركة مركز إيداع الأوراق المالية (إيداع)، لتكون بذلك أول امرأة تتولى منصب الرئيس التنفيذي في إحدى شركات المجموعة. ويعكس هذا التعيين التزامنا بتمكين المرأة في بيئة العمل، حيث ارتفعت نسبة تمثيل المرأة في المناصب القيادية العليا إلى 11%، وهو إنجاز نفخر به ونتطلع إلى تنميته.

وتتصدر الاستدامة أولويات استراتيجيتنا المؤسسية حيث نحرص على دمج الممارسات البيئية والاجتماعية والحوكمة في جميع جوانب أعمالنا، تعزيزاً لمكانة السوق المالية السعودية كمركز مالي عالمي جاذب للمستثمرين. وفي هذا الإطار، اتخذنا خطوات ملموسة لترسيخ هذه المبادئ على مستوى المجموعة والسوق المالية، تُوجت بإصدار تقريرنا الأول للاستدامة لعام 2023م.

وانطلاقاً من التزامنا بمسؤوليتنا البيئية ودعم الأهداف الوطنية للاستدامة، فإننا نعمل على مواصلة تعزيز جهودنا من خلال تبني حلول مالية مستدامة، وتعزيز الإفصاح البيئي للشركات المدرجة، ودعم الاستثمارات التي تواكب التحول نحو اقتصاد منخفض الكربون. كما يعكس هذا التوجه التزامنا المستمر لتمكين بيئة أكثر كفاءة وتوفير الأدوات والمعايير والإرشادات التي تدعم الجهات المُصدرة والمستثمرين في تبني نهج استثماري أكثر مسؤولية وشفافية، وفق أعلى المعايير العالمية.

وبدعم وتوجيه من مجلس الإدارة، سنواصل تنفيذ استراتيجيتنا للاستدامة، التي ترتكز على أفضل ممارسات الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات، وتعزيز نزاهة السوق المالية، وتشجيع الاستثمارات المستدامة، تماشياً مع مستهدفات "مبادرة السعودية الخضراء".

تطلعات مستقبلية طَموحة عنوانها الثقة

نتطلع في عام 2025م إلى مواصلة مسيرة النمو في مختلف أسواقنا مع طرح منتجات وخدمات مبتكرة تعزز مكانتنا كواحدة من أبرز مجموعات الأسواق المالية وأكثرها مرونة وتأثيراً على الساحة العالمية.

وفي الختام، يطيب لي أن أرفع أسمى آيات الشكر والعرفان إلى مقام مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء - حفظهما الله ورعاهما – على ثقتهم برؤيتنا ودعمهم المستمر واللامحدود لرؤية المملكة 2030. كما أود أن أعرب عن تقديري لمجلس الإدارة على توجيهاته طوال عام حافل بالفرص والإنجازات.

كما أتقدم أيضاً بوافر الشكر والامتنان لفريق الإدارة التنفيذية ومنسوبي المجموعة وشركاتها التابعة لجهودهم الاستثنائية وروحهم الإبداعية التي كان لها دوراً أساسياً في تحقيق مستهدفات المجموعة، والشكر أيضاً موصول لشركائنا الاستراتيجيين - من مساهمين ومُصدرين ومستثمرين ووسطاء وأمناء حفظ ومقدمي خدمات - على ثقتهم الراسخة ودعمهم المستمر والذي ساهم في نجاحنا وكان مصدر إلهام لنا في المضي قُدماً نحو تحقيق طموحاتنا.